كشفت مصادر أمنية، أن قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية المصرية، نجح على مدار الأيام الماضية في كشف عدد من الخلايا التكفيرية الكامنة لتنظيم "داعش" في الوجة القبلي، سعت لتحويل منطقة صعيد مصر إلى "ولاية داعشية"، كنوع من فتح جبهات جديدة للتنظيم خارج حدود سيناء.
وأشارت المصادر لـ24، إلى أن تنظيم "داعش" حاول الهروب من التضييقات والخسائر الفادحة، التي تكبدها من خلال تحركات الأجهزة الأمنية المصرية، داخل سيناء والمناطق الحدودية، ومن ثم اتجه أخيراً، لصنع بؤرة ارتكاز جديدة له داخل صعيد مصر، لإعادة ترتيب صفوفه، وتدريب عناصره، ومحاولة تشتيت جهود الأجهزة الأمنية في محاصرته والقضاء عليه.
وأوضحت المصادر، أن الأجهزة الأمنية استطاعت القبض على أكثر من 60 عنصراً إرهابياً تابعين لخلايا داعشية نائمة، بهدف استخدامها في تنفيذ عمليات عدايئة ضد قوات الجيش والشرطة، وزعزعت استقرار البلاد، وتم إحالتهم للنيابة العامة التى أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات، بتهمة تأسيس جماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون والدستور.
وأكدت المصادر، أن قطاع الأمن الوطني تمكن من كشف غموض هذه الخلايا التكفيرية المسلحة قبل ارتكازها داخل محافظات الصعيد وقيامها بعمليات نوعية تستهدف أماكن حيوية وسيادية في الدولة، حيث عثر بحوزتهم على مخططات تهدف إلى تقسيم مصر، وتحويلها لولاية "داعشية" تابعة للتنظيم، وكيفية تفتيت قواتها الأمنية، تمهيداً للسيطرة على مختلف الأماكن الحيوية في الدولة.
وأضافت المصادر، أن النيابة العامة أمرت بحبس 20 متهماً على ذمة التحقيقات التى تجريها معهم فى القضية رقم 148 لسنة 2017، لاتهامهم بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، ومبايعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغداد، وأن غالبية من تم القاء القبض عليهم من محافظة قنا، بالإضافة الى آخرين من محافظتى الإسكندرية والقاهرة.
كما أمرت النيابة العامة بحبس أكثر من 40 متهما فى قضية أخرى تحمل رقم 832 لسنة 2016، تضم متهمين بالانضمام لتنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، بمحافظات الصعيد وبني سويف والمنيا وسوهاج وأسوان، كفر الشيخ، والاشتراك في تنفيذ عمليات إرهابية في محافظة.
وأفادت المصادر، أن المتهمين اعترفوا باعتناق أفكار تنظيم "داعش" القائمة على فرضية ما يسمونه بالجهاد بالداخل والخارج بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية واستباحة دماء المسيحيين وأموالهم وتكفير الحاكم ومعاونيه من مؤسسات الدولة، ومن بينها الجيش والشرطة، وأنهم بايعوا أبوبكر البغدادي، وأن بعضهم سافر من مطروح إلى ليبيا، وشارك في عمليات إرهابية، وتلقى تدريبات عسكرية، وتم تكليفهم بالدعوة لصالح أفكار التنظيم، وتكوين خلايا عنقودية.
وبحسب المصادر فإن أجهزة الأمن وصلتها معلومات عن اعتزام عناصر إرهابية من جنسيات مختلفة التسلل إلى صعيد مصر، والاستقرار في المنطقة الصحراوية، وتأسيس ولاية داعشية هناك من أجل إرباك أجهزة الأمن وتخفيف الضغط على "داعش سيناء" الذي قام الجيش المصري بتطهير مدن العريش ورفح والشيخ زويد من معظم عناصره.
وأنه تم تشكيل فريق بحث موسع، ضم قيادات مديرية أمن أسيوط والمباحث الجنائية وضباط الأمن الوطني والأمن العام، وبفحص المخزن عُثر على كميات كبيرة من نترات الصوديوم والكبريت، ودوائر كهربائية، وأدوات تركيب المواد المتفجرة، وبقايا أوراق تدل على احتمالية وجود خرائط، أواستخدامها في عمل رسومات للمواقع التي يستهدفونها، إضافة إلى ضبط أسلحة نارية، وتم التحفظ على المخزن ونقل محتوياته وتحريز ما يمكن تحريزه وإرساله للنيابة العامة.