علت البهجة وجوه الأطفال، الذين حضروا مع ذويهم منذ الصباح الباكر الى حديقة حيوان الجيزة، لمشاهدة الحيوانات المختلفة، فتارة يهللون فرحًا حينما يشاركون الحراس في امدادها بالطعام، وتارة أخرى يكتفون بالمتابعة منبهرين والتقاط الصور.
وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية التي سادت الحديقة، إلاّ أن أطراف الحديث بين زوارها لم يخلو من تناول قضية رفع سعر التذكرة لـ ٢٥ جنيه للفرد، معربين عن أملهم في أن يكون الأمر مجرد سحابة صيف.
"سالفين ٥٠ جنيه علشان نيجي"، هكذا وصف محمد عبدالحميد (١٤ سنة) في حديثه لمصراوي، حاله وصديقه، اللذين اقترضا المال حتى يأتيان للخديقة من المرج الجديدة في أول أيام عيد الأضحى.
واستنكر عبدالحميد، رفع تذكرة الدخول بقوله:" لو رفعوها، عادتي السنوية هتنقطع، ومش هاجي الجنينة تاني خلاص".
ليتلقط منه صديقه عبدالله اطراف الحديث، متسائلاً عن السبب وراء إعلان رفع سعر التذكرة، بالتزامن مع الغلاء الذي يجتاح الخدمات الأساسية المقدمة للجمهور.
ونفى أن يكون حصيلة الغلاء تطوير الحديقة: "بيقولو علشان يطوروها، وده مش هيحصل، لأن لو هيحصل كانوا قرروا ده من زمان"، ليرد عليه صديقه: "ممكن يطوروها، بس على حسابنا".
ولم يكن الأمر مختلفًا لدى مديحة عبدالقادر، ربة منزل، والتي اعتادت القدوم كل فترة للحديقة من أجل التنزه وإدخال السرور على قلوب أطفالها، بمشاهدة الحيوانات المختلفة.
تعتبر مديحة، حديقة حيوان الجيزة "حديقة الغلابة" لسعر تذكرتها المناسب للمواطن البسيط، وما تحتويه من مزارات متنوعة تحفزهم على الإتيان وقضاء وقت ممتنع.
ورأت أن في حال إقرار سعر التذكرة المرتفع، سيكون عليها الإحجام عن القدوم للحديقة، والبحث عن بدائل أخرى في متناولها "لو غلوها، هنيجي ندفع كام لاسرة كاملة، أكيد الأمر هيبقى صعب علينا".
واكتفى صاحب أحد الأكشاك لبيع لعب الأطفال -فضّل عدم ذكر اسمه- باستخراج بطاقته لنا، والتي تحمل في خانة الوظيفة "مأمور ضرائب"، وتابع: "تفتكري ايه اللي مخليني فاتح كشك هنا جنب وظيفتي".
وأضاف أنه في حال رفع التذكرة سيضطره ذلك إلى البحث عن مكان آخر لإقامة كشكه، موضحًا: "الحديقة وقتها هتفضى، ومش هنلاقي حد يشتري".
وأعربت إيمان، التي قدمت وعائلتها الصغيرة إلى الحديقة، في أول أيام العيد للترفيه، عن غضبها من فكرة رفع سعر التذكرة، قائلة: "مش كفاية بقو يخدو نص تذكرة على الأطفال، بعد ما كانوا بيدخلو ببلاش".
وذكرت الشابة العشرينية أن هذا القرار في حال تطبيقه يعد "غير عادل"، مشيرةً إلى أن الغلاء أصبح متفشي في الحياة اليومية بصورة يعجز أمامها المواطن البسيط.
وأردفت: "دي جنينة قومية، بتعتمد على العائلات، فلما كل عيلة عايزة تتفسح تدفع لكل فرد ٢٥ جنيه، يبقى هياكلو ويشربوا ويكملو بقية شهرهم منين". وأوضحت أنها وعائلتها ستتوقف عن القدوم للحديقة في حال رفع التذكرة: "نقعد في بيتنا أحسن".
